إعلان الحداد في لبنان بعد عملية الإغتيال بالأمس

السبت يناير 26 2008


بيروت-القدس- أعلنت الحكومة اللبنانية اليوم الحداد إستعدادا لدفن رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي النقيب وسام عيد الذي رقي الى رتبة رائد بعد مقتله الجمعة مع أربعة اشخاص آخرين في عملية تفجير قرب بيروت.
ونقل جثمانا عيد ومرافقه الرقيب اسامة مرعب الذي رقي الى رتبة معاون بعد مقتله في الصباح الباكر من المستشفى الى المقر العام لقوى الامن الداخلي في الأشرفية في شرق بيروت حيث جرت مراسم لتكريمهما قبل الجنازة. وتجري مراسم دفن وسام عيد في بلدته في دير عمار في شمال لبنان. وأدى الإنفجار إلى مقتل أربعة آخرين في الإنفجار الناجم عن سيارة مفخخة باكثر من خمسين كيلوغراما من المتفجرات، بحسب ما افاد مصدر امني. وكان عيد "يعمل على كل الملفات التي لها علاقة بالتفجيرات الارهابية" خلال السنتين السابقتين في لبنان، بحسب ما قال المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي. عناصر في قوى الامن الداخلي حملت نعشي رفيقيهما اللذين غطاهما العلم اللبناني، وساروا بهما على وقع نشيد الموت والنشيد الوطني. ونكست الاعلام على المقار الرسمية في لبنان، بينما اقفلت المدارس والجامعات التي لديها دروس يوم السبت.
وكتبت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية السبت ان الاعتداء "اصاب هدفين: الامن والحقيقة". وقالت "انها رسالة دامية الى الذين يصرون على معرفة الحقيقة في قضية رفيق الحريري" الذي اغتيل في 14 شباط/فبراير 2005. فيما رأت صحيفة النهار الواسعة الانتشار ان "انفجار الشفروليه (المنطقة التي وقع فيها الانفجار) جاء ردا على التحقيق في عين علق واغتيال الحريري"، مشيرة الى أن عيد كان ضابط إرتباط مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري.
وفي ذات الموضوع، كتبت صحيفة "السفير" المعارضة "ما زاد من هول الجريمة السياسية بامتياز أن الهدف الذي تم اختياره تحديدا، هو من الضباط الذين كانت لهم بصمات استثنائية في ملف الحرب ضد الارهاب، بكل تشعباته منذ جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى جريمة التفجير التي وقعت في الكرنتينا قبل عشرة أيام مرورا بباقي جرائم الإغتيال والتفجير ومنها جريمة عين علق، بالاضافة الى بصماته الجلية في الإمساك بعدد من الخلايا المتطرفة". وكان انفجار استهدف سيارة تابعة للسفارة الاميركية في 15 كانون الثاني/يناير في الكرنيتنا شمال شرق بيروت، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص مدنيين. كما وقع إنفجار عين علق في 13 شباط/فبراير 2007 وتسبب بمقتل ثلاثة أشخاص مدنيين. وأعلنت السلطات اللبنانية في وقت لاحق أن مجموعة من فتح الاسلام تقف وراء هذا التفجير. من جهة ثانية، أشارت تقارير للجنة التحقيق الدولية في إغتيال الحريري الى تورط مسؤولين سوريين في العملية، الأمر الذي تنفيه دمشق.
وكانت شخصيات سياسية واعلامية عديدة مناهضة لسوريا قد تم إستهدافها منذ 2004 باغتيالات أو محاولات إغتيال. أبشع عمليت الإغتيال تم بحق مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرانسوا الحاج في 12 كانون الاول/ديسمبر في تفجير سيارة مفخخة على بعد كيلومترات قليلة من المنطقة التي وقع فيها الانفجار امس الجمعة. يأتي هذا الانفجار في وقت يعاني لبنان فيه من أزمة سياسية حادة نتيجة فراغ في رئاسة الجمهورية منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر.