العمر : 49 الموقع : امنتانوت العمل/الترفيه : الابحار في الدكريات المزاج : كثير الامل نشاط العضو : رتبة العضو : تاريخ التسجيل : 08/11/2007
موضوع: تكنولوجيا الصورة ... الجمعة فبراير 15 2008, 09:10
تكنولوجيا الصورة واستخدامها فيالتعليم إذاكانت لغة التعليم هي مختارات توافق بين اللغة اللفظية الفونيمية الشكلية واللغةالبصرية الحسية الحاصلة عن المشاهدة . فهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للريبة على أنهمن الضروري أن يكون الاهتمام بها ( أي بتكنولوجيا الصورة)محاكيا الأهمية التي تحظىبها اللغة الشكليةمن تنظيم وتأسيس ، ذاك لأن الصورة يمكنها أن تقوم بدور رئيس فيتوجيه الرسالة التعليمية وتنظيم الشبكة المعرفية ، بحيث يغدو التعليم والتعلممهارتين فاعلتين وظيفتين داخل الحقل التربوي ، وذلك لأنها تتميز بخاصيات تنفرد بهاوهي : v إنها عامل تشويق يثير اهتمام المتعلم v تميزها بالدقةوالوضوح أكثر من اللفظ v قدرتها على إثارة نفسية المتعلم والتأثير فيه نفسياوعقليا v قدرتها على تقريب البعيدمكانا و زمانا والغوص فياللازمن v تشجيع المتعلم على استثمار ملكته العقلية من ملاحظة وتأمل وتفكير. وبذلك تتحقق له المعارف وينقل المعلومات وتتوضح لديه الأفكارفالصورة أضحت جزءامن هيكلية النص الخطابي (إذا كان كتاب التلميذ قد اعتمد لغة واضحة وميسرة للتعلمات، فإنه أيضا قد وظف صورا ورسومات ملائمة لموضوعاته لاستحثاث دافعية القراءة ، والتيلم يعد لها دور التزيين والترويح عن العين بل أضحت جزءا من تضاريس النص ) فرغمهذه الأهمية التي تكتسيها الصورة التعليمية في هذا العصر الذي نعيشه إلا أن الواقععكس ذلك ، فالمعلم والمتعلم على حد سواء لم يستفيدا منها ، والإلقاء ما يزال هوالأداة الفعلية المسيطرة على العملية التربوية والتعليمية . ومنذ اكتشاف الأقمارالصناعية والكمبيوتر والفيديو وشبكة الأنترنيت وغيرها ، أصبحت الوسائل جزءا مهماومتكاملا مع العناصر التي تكون عملية الاتصال . حيث يقول أحد المفكرين وهو حسنالطوبجي ( ولا نغالي إذا قلنا إن أهمية الوسائل التعليمية لا تكمن في الوسائل في حدذاتها و لكن فيما تحققه هذه الوسائل من أهداف سلوكية محددة ضمن نظام متكامل يضعهالمعلم لتحقيق أهداف الدرس . ويأخذ في الاعتبار معايير اختيار الوسيلة أو إنتاجهاوطرائق استخدامها ومواصفات المكان الذي تستخدم فيه وناواتج البحوث العملية وغير ذلكمن العوامل التي تؤثر في تحقيق أهداف الدرس . وبمعنى آحر ، يقوم المعلم باتباعأسلوب شامل لتحقيق أهداف الدرس وحل مشكلاته ) 1- الصورة التعليميةومهارة المعلم : إن تعميق أثر العملية التربوية التعليمية ونجاحها يحتاج إلىتنمية قدرات المعلم ومهاراته لكي يحسن انتقاء واستخدام الوسيلة التعليمية التي تمدهبآليات تساعده في تقديم المادة وتوجيه الرسالة الخطابية إلى المرسل إليه( أيالمتعلم)داخل قاعة التدريس المجال الأنجع للتدريس . وبذلك لا تحدث الفجوة بينالمادة النظرية والمستقبل . . وهذا لا يتحقق إلا إذا أقيمت دورات تدريبية للمعلمحتى تنمو لديه ملكة إنتاج الوسيلة التعليمية واستخدامها . فقد أكدت الدراساتالعلمية الحديثة ، أنه كلما زاد التأثير على حواس المتعلم زاد نجاح الوسيلةالتعليمية ( الصورة) في تحقيق الأهداف المنوطة من الدرس . إن الثورةالتكنولوجية التي نعيشها اليوم فرضت الصورة وصيرتها أداة للتبليغ تمتلك سائر مقوماتالتأثير الفعال في مستقبليهاونحاول في هذا الموضوع أن نبحث نظام الصورة فيالتعليم أدوارها وقوانين توظيفها .
v نظام الصورة في التعليم ( خصائصها) : 1- الصورة والذاكرة : إن التعليم يعتمد بشكل أساسي على الذاكرة – فيمختلف أطواره- سواء أكانت الذاكرة لفظية أم بصرية . فالذاكرة هي الميزة التي تتركللمعارف المكتسبة آثارا تتقوم بها التجربة ويتعدل السلوك . وتاريخ الإنسان سجل حافلبالنماذج التي تؤكد هذا الدور . وترتبط الصورة التعليمية المتحركة ( الأفلام ، صورتلفزيونية ، شفافيات ) بالذاكرة التي تستطيع تحريك المخزن وإحياء ما بات راكدابمجرد استثارتها بموقف أو صورة أو حدث أو كلمة . v تناسق الصورة مع حاستيالسمع والبصر : إن الصورة تخاطب حاستي السمع والبصر في آن واحد . وهذا سر نجاحهافي تحقيق الأهداف التعليمية بسبب الطبيعة التلازمية لهذه الثنائية ، إذ لا يمكنتصور فصل الصورة عن الكلمة في الصورة المتحركة ( أفلام ، أشرطة ، فيديو إلخ) . وهذاما يؤكده المختصون مثل دراسة مارك ماي ، فقد توصل إلى أن ( التعليق المصاحب للفيلمله فائدة كبرى في استخدام الحوار الحي بين الشخصيات ) فالوسائط السمعية البصريةلا بد أن تتلاحم ( يمكن أن تكتسب مفاهيم ومبادئ جديدة على العرض المرئي ، لكنهلايكون مجديا إذا اعتمدنا عليه كليا في الدراسة والتعليم . فالكلمات تؤدي دورا فيالتوجيه إلى الدلائل وتفسير الإشارات ، لهذا الغرض يجب استخدام الكلمات ضمن الوسائلالبصرية) v توحد الصورة بالحركة : تتميز الصورة التعليمية بحاجتهاللحركة والدينامكية مما يصيرها ذات خصائص نفسية وجمالية ومعرفية ، تستطيع أن تترجممختلف الأنشطة المعرفية . وقد استثمر الدراميون هذا الأمر في تفسير وتوضيحدلائل الصورة في الإنتاج السينمائي وآليات قراتها من طرف المشاهد . وتوصلوا إلى وضعقاموس بصري حركي هو : *الحركة الرأسية الصاعدة تعبر عن الأمل و التحرر * الحركة الرأسية الهابطة تعبر عن الاختناق والدمار والحروب *الحركة المائلة تعبرعن الفرح والنفس المستبشرةإن الحركة في الصورة التعليمية تستهدف الجانبالمعرفي بالدرجة الأولى وليس الجانب النفسي الجمالي عكس الأنواع الأخرى . وهي تشملمقومات هي : 1 الحركة الطبيعية للشيئ المصور 2الحركة الأسرع منالواقع 3الحركة البطيئة 4 كثافة الحركةفالحركة الطبيعية هي التينشاهدها في الصورة التعليمية ، إذ تحافظ على الخصائص الذاتية الزمانية والمكانيةللمادة المصورة . وقد تعرض في أحايين أسرع أو أبطأ بحسب الأغراض التي يقصدها المنتجو المخرج . وأما الحركة الكثيفة فيراد بها تكثيف الزمن لأجل استثمار معارف عدة فيالدرس التعليمي التربوي . إن الصورة المتحركة المكثفة تلخص لنا - مثلا – زمن تفتحالوردة في دقيقة واحدة بالنظر إلى زمن تفتحها الفعلي وهو يومان . ويتحقق ذلك بففعلتثبيث الكاميرا أمام موقع التجربة وضبط سرعة التصوير لأجل التقاط صورة واحدة كل نصفساعة . وعلى المعلم أن يحدد تخطيط العرض وينظمه بحيث يكون واعيا باللحظةالاستراتجية المناسبة التي يقدم فيها الصورة v الصورة والتأثير الفوري : وهي خاصية تتميز بها الصورة الموضوع /الهدف . فهي تشعر المشاهد / المستقبل أنهيمر بالخبرة نفسها التي تعرض أمامه ، وهذا يساعده على تسريع تثبيت المعرفة ،والتدقيق في ملاحظته . كما أنها تزيده إحساسا بأهمية ما يشاهده وبحداثته . فهذهأمور تجذب انتباه المستقبل وتدفعه دفعا للتعرف عليها . وحسبنا مثالا على ذلكالأشرطة الوثائقية التي تنقل حياة الشخصيات أو تصور الحروب التاريخية . إنالصورة التعليمية هي فنمن الفنون الحديثة ، فن زمكاني واقعي ، تقوم على ارتباطوتآلف الأبعاد الثلاثة التالية : المرسل – الخطاب – المستقبِل . فالمرسل هوالمعلم الذي يحسن انتقاء التقنية التعليمية التي يتخذها وسيلة تعليمية لتوجيه خطابهالمعرفي وجعله مشوقا . والمستقبل هو المتعلم الذي يستجيب للبرنامج التعليميالمشاهد وينفعل بهوالمعلم يوجد فجوات في العرض حتى يحرك خبرة المشاهِد ،فيشارك ذهنيا في صياغة الصورة من خلال استنتاج الفجوة واستكمالها . وهذا النوع منالعرض يسرع في عملية توصيل المعرفة ، ما دام المشاهد يشارك فيصياغتها v الصورة التعليمية والزمنإن الزمن في الصورة التعليميةالمتحركة المعروضة له أبعاد هي : - زمن العرض - زمن الحدث الذي تدور فيهالتجربة المراد تصويرها – وزمن الإدراك أي إحساس المتلقي بما يشاهد وتفاعله بأحداثالتجربة ومن ثم استخلاصه للنتائج المتوسمة من العرض بكيفية سريعة ، متكاملة ودقيقة .
2- أدوار الصورة في التعليم : إن للصورة التعليمية سواء أكانتفوتوغرافيا ، فيلما تليفزيونيا ، سنيمائيا أقراصا مضغوطة أو أنترنيت أهمية كبرى فيمسار الدورة التعليمية التربوية . فهي كما يؤكد فيرث : v تقدم الحقائقالعلمية في صورة معلومات بصرية سمعية v تقدم للمتعلم فرص المقارنة والتأمل، وتمده بسبل التفكير الاستنتاجي فضلا عن كونها أساسا معرفيا لغير القادرين علىالاستنتاج انطلاقا من القراءة المباشرة فقط v إنها عنصر تشويق ، تحملمضامين الخطاب وتوضح أفكاره وتيسر فهمه وتبسط المعلومات للأطفالولذلك ،لابد من الاهتمام بالصور التعليمية المنشورة في الكتب المدرسية والتجارية التربويةالموجهة للأطفال نظرا لدورها التعليمي الخطير (فمهمة تكنولوجيا التعليم ليس تقديمالمادة فحسب وإنتاج المعلومات بل تعليم المادة وضمان وصولها للمستقبل ) . v إن الصورة التعليمية بهذه الأدوار التي تضطلع بها تستطيع أن تجدد النشاطالذهني للمتلقي . فأثناء العرض يغدو المستقبل على وعي بالمعلومات السابقة المخزنةسلفا في ذاكرته،فيستدعيها ويقارنها بالمشاهد الحديثة . فالصورة إذا