أسفي مدينة لاتنسى

مدينة أسفي قديمة قدم التاريخ ، وقد اختلف المؤرخون حول تاريخ تأسيسها والأصل الذي اشتق منه اسمها . فمن قائل إنها مدينة فينيقية أسست قبل الميلاد بعشرة قرون ، حيث أكد المؤرخون العرب أمثال الحسن الوزان وأبو القاسم الزياني وابن خلدون على أنها بربرية . بينما اجمع المؤرخون الأجانب على أنها من بناء الفينيقيين دون تقديم دليل قاطع.
أسفي مدينة لاتنسى 630752404minirk2

أما الأصل في التسمية فكلمة أسفي مشتقة من البربرية لكن لتعريفها احتمالان :
ـ الأول اشتقاقها من كلمة ـ أسيف ـ التي تعني مجرى مائي.
ـ الثاني اشتقاقها من كلمة ـ أسفو ـ أي المشعل أو المنار عند البربر.
وتؤطد المصادر التاريخية الإسلامية أن عقبة بن نافع الفهري وصل حتى ساحل أسفي سنة 862 م . فدخل فيه حتى بلغ الماء بطن فرسه ثم رفع يديه الى السماء وقال : ( يارب لولا هذا البحر منعني لمضيت في البلاد إلى ملك ذي القرنين مدافعا عن عن دينك ، مقاتلا من كفر بك ).
وفي سنة 913م ، خرجت المدينة على يد البرغواطيين إلى أن قضى عليهم المرابطون . وهكذا أصبحت أسفي مرسى لمراكش عاصمة المرابطين مشكلة مركزا تجاريا هاما. كما أولى الموحدون للمدينة عناية كبرى حيث حيث أحاطوها بسور واسع لم يبق منه إلا جزء بسيط ، وكان السور الموحدي يمتد من ناحية الجنوب من تراب الصيني ويمر شمال المستشفى الحالي ثم أمام رحات الريح مارا أمام القصبة العليا حتى وسط أبياضة شمالا من أسفي إلى أن يصل قبة سيدي (أبيه) من الشمال ، وفي هذه الفترة ظهر القطب الصالح الشيخ أبو محمد صالح الماجري المزداد سنة 1156م بأسفي ، وقد اشتهر بمساعدة الحجاج على أداء فريضة الحج . حيث أسس لذلك الرباطات الممتدة من أسفي حتى حتى الحجاز وقد توفي رحمه الله سنة 1234م بأسفي .
وفي العهد المريني قام أبو عنان بتشييد المدرسة والمارستان والمعلمتين اللتين اندثرت معالمهما مع دخول البرتغال المدينة ، ولما ضعفت الدولة المرينية والوطاسية استقلت منطقة أسفي حيث خضعت لأسرة ابن فرحون ، وبما أن ميناء أسفي كان عبارة عن محطة تجارية بين غانا والبرتغال. فإن هذه الأخيرة في عهد ملكها (جان الثاني) تمكنت من بسط نفودها على أسفي وذلك سنة 1481م . حيث استغلوها عسكريا سنة 1508م. ويقول الفقيه الكانوني في هذا الصدد : ( ولما كان السور القديم لاتساعه وقدمه ومعرفة المسلمين بمواقع الغزة منه ، إذ كانوا يفتحون الترع منه ويهجمون على البرتغال ، كان ذلك باعثا للبرتغاليين على تسوير المدينة بهذا السور الموجود حاليا بالحجارة المنحوتة والذي يقدر بنحو ربع السور القديم أو خمسه . وقد عمرت مدينة أسفي بالنصارى والتجار ، وبنى فيها البرتغاليون عدة مآثر نذكر منها ـ قصر البحر ـ 1523م ، ـ الكنيسة البرتغالية ـ 1519م.
وفي العهد السعدي تمكن الأعرج محمد الشيخ من رد الخطر البرتغالي عن المدينة ، وذلك بقضائه على حليف البرتغال بآسفي يحيى بن تاعفوفت سنة 1518م ، وقد أصبحت مدينة أسفي ميناء للسعديين تدخله مختلف الواردات كالمدافع وقطع السفن والعتاد من هولندا وانجلترا كما كانت تصدر عبره مادة السكر ، وأسس بها السلطان محمد الشيخ القصبة العليا والمسجد الأعظم ، ورمم أسوار المدينة وجهزها بالمدافع ، إلا أن نهضة المدينة وتنميتها قد كانت خلال العهد العلوي ، وهذا ما شهد به الفقيه الكانوني من قبل في كتابه " أسفي وما إليه " حيث قال : ( اتسعت عمارة أسفي في الدولة العلوية خلد الله ملكها ، وتناولتها عدة إصلاحات وزيادات ، وشيدت به معاهد دينية وعلمية وعمرانية ) . ففي سنة 1672م أعلن سكان أسفي ولاءهم للسلطان مولاي اسماعيل ، وحضيت المدينة بعناية كبيرة أيام السلطان سيدي محمد بن عبدالله الذي بنى سقالتها والتي كانت موجودة غرب رباط الشيخ أبي محمد صالح . وأسس قصر الباهية ومسجدها الأعظم ومدرستها العلمية ، كما نالت مدينة أسفي شرف زيارة المولى الحسن الأول خلال حركاته الإثنى عشر .
وحين دخول الحماية الفرنسية إلى المغرب سنة 1912م ، لعبت آسفي دورا هاما في المقاومة ، حيث وقع على عريضة المطالبة بالاستقلال ثلاثة من أبناءها وهم : محمد بلخضير والفقيه المستاري ومحمد البعمراني .

» مدينة اسفي ترحب بكم
» مدينة إمينتانوت التي دمرتها الفيضانات
» جمالية مدينة امنتانوت بالمغرب الحبيب
» مدينة أفران المغربيه لعشاق السكينه والطبيعه
» مدينة بالشمال المغربي...لازم تشوفها بعينيك