مرحبتين
هل شعرت في وقت من الأوقات برغبة في التغيير ولم تستطع؟ هل تمنيت أن تمر اللحظة التي تعيشها وتنتقل إلى أخرى أفضل منها ؟ إنه ذلك الإحساس الذي ينتابنا بين حين وآخر، الملل.. يقول بعض الظرفاء أن "الملل أصل الاختراع" إلا أن أراء أخرى ترجح أن الملل هو منبت الشر، غير ان ما يأتي من تلك الحالة من خير او شر يتحدد حسب رد الفعل كل منا تجاه هذا الإحساس. تصف المراجع النفسية حالة الملل بأنها حالة يفتقد فيها المرء الدافع للقيام بعمل جديد، ويصاحبها نوع من القلق والاضطراب الذي لا يؤدي إلى عمل محدد، ويرجع سبب تلك الحالة إلى التعود على نمط متكرر من الأفعال يقوم بأدائها الإنسان على فترات متتالية. ولا يعد الملل في حد ذاته مرضا نفسيا يستوجب العلاج، بل قد يكون أحد الأعراض لمرض.. وحسب الرابطة الأمريكية النفسية فإن الاحساس بالملل قد يكون أحد أعراض مرض الاكتئاب السريري الواجب التعامل معه طبيا، وحددت أهم أعراض هذا المرض في "تغير أنماط الأكل أو النوم"، وهي الحالات التي تنعكس على أداء الأعمال و التواصل مع الآخرين، ويتطلب الخروج من هذه الأزمة مراجعة المعالج النفسي. ويسفر تفاعل الإنسان مع تلك الحالة عن أفعال تتحدد نتائجها حسب الظروف المحيطة بكل شخص، وبوجه عام ينصح تجنب هذه الأفعال عند الإحساس بالملل : تجنب مخالفة القانون أو أعراف المجتمع بأي وسيلة حتى إن كان الهدف هو كسر حالة الملل. عدم الاتجاه إلى الطعام كمحاولة للتغيير، فذلك هو الطريق الأسرع إلى السمنة وأمراض القلب. عدم ممارسة أفعال ضارة تحمل ملمح الإدمان، كقضاء ساعات كثيرة أمام الكمبيوتر أو التلفزيون، أو ممارسة التدخين. الحرص على عدم التسوق والشراء تحت تأثير هذه الحالة، فكثيرا ما يكون الشراء محاولة للتغيير ولا يعبر عن تلبية حاجات حقيقية سوى كسر الملل. وينصح ممارسة الأنشطة المتنوعة كالرياضة والتعلم والنشاط الخيري وممارسة الهوايات، وتكوين علاقات جديدة إلى جانب التواصل الإنساني مع الأهل والأصدقاء، فالانشغال الدائم والتنويع في الأنشطة، والدخول في مغامرة مع كل نشاط أو علاقة جديدة أحد وسائل القضاء على الملل.