ألقت الدكتورة أفراح الحميضي محاضرة بعنوان: "كوني امرأة ربيعية" في الندوة العالمية للشباب الإسلامي فرع الغرب؛ حيث اكتظت القاعة بالنساء والفتيات حتى بلغن المائة والثلاثين.
ذكرت فيها أن المرأة تسعى جاهدة للحصول على ربيع العمر وتتمنى أن تعيشه ويمتد بها، فكيف تعيش المرأة ربيع العمر..
فأوضحت أهمية العمل التطوعي واستغلال فترة الشباب، وأن أكثر ما يتعبنا الآن هو كثرة الراحة، فإننا غالبا ما ننام ونصحو ونحن لم نعمل شيئا ورغم ذلك متعبون!
ثم حكت الحميضي أن رجلا بنى مسجدا وأراد أن ينفرد بالأجر فقال: لا أريد أحدا أن يشاركني في هذا المسجد، وقد كانت تسكن بجوار المسجد امرأة كبيرة في السن فقيرة كانت تصنع من الخوص زنابيل لحمل التبن والطوب وتعطيها للعمال.
حتى رأى الرجل في المنام أن أحدا قد شاركه في الأجر فسأل العمال من قدم شيئا فذكروا المرأة.. فسبحان الله! امرأة قدمت على قدر استطاعتها وبذلك نالت الأجر وهنا نطلق عليها امرأة ربيعية رغم كبر سنها.
أسماء بنت أبي بكر كانت تصاب بالصداع وتقول: بذنبي وما يغفر الله لي أكثر، لكن نحن إذا أصبنا فإننا نلجأ إلى العلاجات والأدوية ولا نلجأ إلى الله، فمن يعيش ربيع العمر لابد أن يخاف من الذنوب. فليس هناك أحد نقي من الذنوب، ولكن علينا أن نستغفر وندعو الله باستمرار.
علاقة بناتنا بالنت والفضائيات
قالت الحميضي: ليتنا نستخدم النت مثل الغرب لكن للأسف كثير منا يضيع الوقت بجلوس أمامه دون هدف، لدرجة أن إحدى الأمهات تشتكي بقولها: بناتي صالحات إلا إنهن انشغلن عن أشياء كثيرة بهذا الجهاز.
ثم أضافت: إن من تعيش ربيع العمر تبث شكواها إلى الله وتستغفر من ذنوبها أولا بأول؛ لأن من تنسى ذنوبها تتراكم فمثلا من تبدأ بتأخير الصلاة "وهذه من العقيدة" يظهر بعد ذلك في سلوكها وتزيد الأمور حتى تقع في الهاوية.
وأشارت الحميضي إلى
وأشارت الحميضي إلى من تعيش ربيع العمر تكون متفائلة رغم الصعاب حتى تستطيع مواجهة الأزمات، فإن أكبر هجمة على المسلمات هي في الحجاب، فالمتفائلة أملها بأن تعود الصحوة برجوع بنات المسلمين إلى الله، وتضع يدها مع الأخريات ضد هذه التيارات المضلة، والمتفائلة تعيش وقلبها ونفسيتها مرتفعة وإذا غرق الناس فهناك ناس سينجون بإذن الله لأن أمة محمد سيمتد خيرها.
مميزات المرأة الربيعية
في حين وضحت الدكتورة أفراح أبرز مميزات المرأة الربيعية بقولها:
* من تعيش ربيع العمر تبلغ وتدعو إلى الإسلام كما قال عليه السلام "بلغوا عني ولو آية" فيكون هدف المرأة الربيعية إيصال كلمة لا إله إلا الله لجميع البشر، وتتبع أخبارهم الإسلامية أينما كانوا، وأن تتفاعل معهم حتى لو بالدعاء.
* من تعيش ربيع العمر هي صاحبة همة عالية، فمثلا بعد أن تتزوج الفتاة تترك العديد من الأنشطة التي كانت تقوم بها خصوصا إذا كانت تطوعية، فلماذا التغير لابد من وضع هدف وهمة حتى بعد كثرة الارتباطات.
وقد رأيت بنفسي امرأة كبيرة في السن تعاني من مرض الفشل الكلوي والغسل باستمرار ومع ذلك قالت لي لا أترك دار التحفيظ مهما كانت الظروف، فأصبحت بعون الله وفضله نواة تأسيسية لهذه الدار.
يقول ابن القيم: "انتبهوا للعمود الفقري في الدين وهي النية وإخلاصها لوجه الله، ولقاح النية الصالحة الهمة العالية" فالله الله بتربية الأبناء وغرس الهمم العالية.
* المرأة الربيعية تعرف ما يحاك ضدها من ترويج للمنكر برفع الحجاب أو الاختلاط، وعلينا أن نأخذ آسية امرأة فرعون نموذجا وكيف صبرت على التعذيب للفوز بالجنة حتى إن الملائكة كانت تظلها عندما كانت توضع تحت الشمس.
حلول للحاق بالركب الصالح
وطرحت الحميضي بعض الحلول لمن تواجه صعوبات للالتحاق بالعمل الصالح بقولها:
- من تريد الالتحاق بدار وتغيب عليها تدارك النقص والسؤال للحاق بالركب.
- من تريد قيام الليل عليها أن تصدق النية والنوم المبكر ووضع المنبه للإيقاظ.
- من تريد الإنفاق فهناك أسر محتاجة وخصوصا مع الغلاء، يفرحون بالقليل فلو اجتمعت عدد من الأخوات لكفالة أسرة واحدة فهذا خير عظيم.
ربيع العمر رغم كبر
وذكرت الدكتورة أفراح المفارقة بين المرأة الربيعية وغيرها بأنه في إحدى الرحلات المسافرة في مطار الملك خالد الدولي دخلت امرأة كبيرة في السن للصلاة وكذلك فتاة شابة، فالمرأة الكبيرة صلت بخشوع، وقالت للفتاة التي لاحظت سرعة صلاتها يا ابنتي: لا تستعجلي في صلاتك استغفري الله وقولي: اللهم أنت السلام ومنك السلام..
فحقيقة هذه المرأة تعيش ربيع عمرها رغم كبر سنها فالربيع لا يقاس بالعمر ولكن بالعمل.
وأضافت الحميضي أنه بإمكان كل من لديها جوال أن تضع فيها الأذكار، وأن على كل من تريد ربيع العمر أن لا تكتفي بالأماني بل لابد من العمل.
وأكدت على أن الواحدة منا تلاحظ الانتعاش بعد حضور بعض المحاضرات لأن العلم يرقى بالهمة ويجدد النشاط، بخلاف من تقضي وقتها في أعراس وحفلات ونحو ذلك.
ولابد من وضع أولويات فرضا الله أول شيء ثم رضا الزوج والوالدين، كما أن العبادات أولى من السلوك، وأن من تربى أبناءها على طاعة الله تكون خير متاع للرجل الصالح، لأنها تنشر السعادة بين أفراد الأسرة وبذلك تعيش ربيع عمرها